تغير سلوك القط
كان القط بيني يحب دائمًا أن يكون مع الناس ولكن الآن تغير كل شيء فجأة. كان يدخل غرفة ليوناردو ثم يهرب بعيدًا بعد دقائق ولم يكن على استعداد لأن يقوم أي شخص بمداعبته. تساءل الطبيب ستيفن عما يمكن أن يكون قد حدث لتغيير سلوكه بهذا الشكل فقد كان ستيفن من محبي القطط ولذلك أمكنه اكتشاف حتى أدق التغييرات في سلوك القط. فكر ستيفن أنه من المستحيل أن يتغير سلوك القط هكذا فجأة بين عشية وضحاها.
مراقبة القط
فكر ستيفن أن يراقب القط ويسير وراءه ليعرف إلى أين يذهب لعله يكتشف السبب وراء التغيير الذي أصابه. كان على يقين من أن هذا التغيير السريع في سلوكه كان بسبب شيء يحدث خارج المستشفى. وقال لنفسه لقد حان الوقت لمعرفة ما حدث لهذا القط اللطيف. تتبع ستيفن القطة حتى رآها تذهب إلى منزل قديم على بعد حوالي 10 دقائق سيرًا على الأقدام من المستشفى. دخل القط المنزل من الباب المخصص للقطط. لم يتردد ستيفن وسار باتجاه المنزل ودق الجرس.
لماذا يفعل ذلك؟
حينما دق الطبيب الجرس لم تكن لديه أية فكرة عمن سيفتح له الباب أو ماذا سيقول له. وفكر في العديد من التفسيرات المعقولة التي يمكن أن يقولها لصاحب المنزل ليبرر وجوده هناك. لكنه انتظر طويلًا دون أن يحدث شيء. كان يعلم أن هناك شخصًا ما في المنزل لأنه لاحظ أن الستائر تتحرك قليلًا وكأن أحدهم يراقبه ولا يريد أن يفتح. لماذا قد يقوم أي شخص بمثل هذا التصرف؟ فكر ستيفن أنه لا بد أن هناك سرًا خطيرًا وراء هذا الأمر.
الزائر الغامض
لم يكن لدى ليوناردو أي زوار أثناء تواجده في المستشفى. لم يكن يزوره سوى القط بيني وهو أيضًا توقف عن القدوم بعد أن زار ستيفن ذلك المنزل الغريب. بعد يومين بدأ شخص غريب الهيئة في الظهور كل يوم لزيارة ليوناردو. اكتشف ستيفن أن الزائر كان رجلًا يدعى توماس وأنه ليس من أقارب ليوناردو مما أثار الشكوك في نفسه. كان توماس يحرص على إغلاق باب ليوناردو بإحكام أثناء الزيارات. ولاحظت الممرضات أن ليوناردو لم يكن يبدو سعيدًا بعد مغادرة الزائر الغامض.
رجل مخيف
من شدة فضوله تجرأ ستيفن ذات يوم وسأل توماس عمن يكون. لكن الرجل لم يهتم بسؤاله وتجاهله. لذلك فكر ستيفن في طريقة لاكتشاف هوية ذلك الرجل الغامض وأهدافه. توصل أولًا إلى فكرة لمنعه من دخول المستشفى. حيث قام إبلاغ موظفي الأمن عن الرجل وادعى الطبيب أن المرضى الآخرين يشتكون من توماس لأن مظهره كان يثير الخوف في نفوسهم. كانت هذه الكذبة خطيرة للغاية لأنها من الممكن أن تهدد بوظيفة ستيفن في المستتشفى إذا تبين لاحقًا عدم صحة كلامه.
أين القطة؟
وافق رجال الأمن في المستشفى على طلب ستيفن وفي الأيام التي تلت ذلك لم يسمحوا لذلك الرجل توماس بالدخول لزيارة ليوناردو. في اليوم الأول كان ليوناردو يبدو مستاءً لكن في اليوم التالي كان أفضل حالًا. وفي اليوم الثالث وصل ضيف قديم كان قد غاب لعدة أيام. حيث ظهر القط بيني مرة أخرى في المستشفى في ذلك الصباح. ذهب بيني مباشرةً نحو غرفة ليوناردو الذي بدا سعيدًا للغاية برؤية قطه الأليف مرة أخرى.
مطاردة القط
حينما علم ستيفن بوصول القط في ذلك اليوم هرع على الفور لاستقباله وأغلق الباب قبل أن يتمكن القط من الخروج. تسلل ستيفن خلف بيني وحاول الإمساك به ولكن لدهشته كان القط ينجح بالفرار ويقفز بعيدًا عنه في كل محاولة. تفاجأ الطبيب لكنه واصل مطاردة القط الذي تمكن من التسلل من النافذة إلى أروقة المستشفى. كان مشهد المطاردة مثيرًا لدهشة واستغراب جميع الحاضرين لكن هذه المرة لم يكن ستيفن يريد أن يترك القط يفلت من بين يديه بأي ثمن.
ليس بهذه السهولة
بعد مطاردة طويلة في أنحاء المستشفى دخل القط أحد المكاتب الفارغة وشعر ستيفن أن هذه فرصته أخيرًا. تصرف ستيفن بسرعة وتبعه إلى الغرفة قبل أن يتمكن من الهروب وأغلق الباب خلفه. والآن أصبح وجهًا لوجه مع القط بمفرده. لكن الإمساك بالقط لم يكن على الإطلاق بالسهولة التي تصورها. لأن القط كان يقاومه بشدة وعنف وأصيب الطبيب في المحاولات الأولى بخدوش وجروح صغيرة في أصابعه وذراعيه. لكنه نجح في النهاية في الإمساك به. والآن أصبح حل اللغز بين يديه.
مفتاح اللغز
بعد صعوبة كبيرة تمكن ستيفن في النهاية من الإمساك بالقط. وفي اللحظة التالية انتبه إلى الطوق الذي يرتديه القط في رقبته. لم يكن طوقًا عاديًا ولكنه طوق مصنوع خصيصًا لغرض غير معروف ويبدو أن به عبوة صغيرة حول الياقة بحجم بطاريات الألعاب. اكتشف ستيفن أن هناك أيضًا قفلًا على الياقة يحمل كل شيء. تمكن ستيفن من فتح القفل وأزال طوق القط وفي لحظة واحدة تبدل سلوك القط تمامًا وعاد إلى الهدوء والوداعة مثل أي قط آخر أليف.
تحرير القط
تدريجيًا بدأ ستيفن يستوعب ما كان يحدث في المستشفى طوال الوقت. كان من الواضح أن شخصًا ما قام بتدريب القط على إحضار هذا الشيء إلى ليوناردو وبمجرد إزالة الطوق من رقبته عرف القط أنه أصبح حرًا مرة أخرى. ولكن لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي ما تزال محيرة بالنسبة لستيفن. مثل من كان يفعل هذا بالقط؟ ولماذا؟ عرف الطبيب أن حل اللغز يكمن في هذا الطوق الذي كان حول رقبة بيني. وهكذا أمسك به وفتح القفل وبدأ يتفحصه.
المفاجأة المذهلة
اتسعت عينا ستيفن عندما رأى ما كان بداخل الطوق. الآن بدأ يفهم واتضحت الصورة أمامه وأصبح كل شيء منطقيًا تمامًا. كانت الفكرة الأولى التي خطرت له هي الذهاب إلى غرفة ليوناردو ومواجهته بحقيقة ما اكتشفه. كانت معرفته بأن هذا الرجل قد استغل القط اللطيف بهذا الشكل قد جعلته غاضبًا بشدة. لكن ستيفن كان يعلم أنه يجب أن يكون أكثر حكمة بشأن خطوته التالية. لأن أي تصرف خاطئ قد يكون له نتيجة سلبية عكس ما يريد.
إبلاغ الشرطة
داخل الخزانة الصغيرة المقفلة في الطوق وجد ستيفن مسحوقًا أبيض مميزًا. عرفه ستيفن على الفور فقد كان مخدرًا خطيرًا للغاية ويساوي ثروة ضخمة أيضًا. كان من الواضح أن تجار المخدرات الكبار والخطرين متورطون في هذا الأمر. عرف ستيفن أنه كان عليه إبلاغ الشرطة فقد كانت هذه القصة أكبر من حدود قدراته ومما يستطيع أن يواجهه بمفرده. كما أنها أصبحت قضية تتعلق بإنفاذ القانون. لكن ما حدث بعد ذلك كان يفوق أي توقعات.
استجواب الزائر الغامض
ألقت قوة من الشرطة القبض على توماس ذلك الرجل غريب الهيئة الذي كان يأتي لزيارة ليوناردو عندما توقف بيني عن الحضور. لحسن الحظ لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تم إثبات صحة شكوك المحققين. فقد كان توماس يعلم أنه ليس لديه مخرج وأن القصة أصبحت معروفة للشرطة. وهكذا اعترف بكل شيء وأكد صحة الرواية. كان توماس تاجر مخدرات لديه سجل إجرامي خطير للغاية. علمت الشرطة أن لديه شركاء آخرين وسارت التحقيقات بسرعة كبيرة.
مذكرة تفتيش
بعد ذلك ذهبت قوة أخرى من رجال الشرطة إلى المنزل الذي دخل إليه القط في اليوم الذي تبعه فيه ستيفن. ومرة أخرى لم يرد أحد على قرع الجرس. لكن هذه المرة كانت الشرطة لديها مذكرة تفتيش للمنزل فقد كان المنزل مدرجًا بالفعل في قائمة الأماكن المشبوهة في هذه القضية. منذ أن أشار ستيفن إلى المكان أثناء رواية قصته للشرطة. كان رجال الشرطة مصممين على الوصول إلى حقيقة هذه القصة غير العادية واكتشاف أدق تفاصيلها.
اقتحام المنزل
حينما لم يستجب أحد قام فريق من ضباط الشرطة بكسر الباب واقتحام المنزل. وخلال دقائق تم القبض على رجلين كانا مختبئين بالداخل. في اليوم التالي عندما عرف ستيفن بذلك اعتقد أن الرجلين قد يكونان من أقارب ليوناردو. لكن اتضح أنهما شريكان له في الأعمال الإجرامية. كان هؤلاء المجرمون يقومون بإجراء العديد من صفقات المخدرات من هذا المنزل. وكانت كمية المخدرات التي عثرت عليها الشرطة في ذلك المنزل كبيرة للغاية. وسرعان ما تبين أنهم مجموعة من تجار المخدرات الكبار والخطرين.
المزيد من المتهمين
شيئًا فشيئًا بدأت الشرطة تلقي القبض على العديد من الأفراد المرتبطين بالقضية. وبدأت المزيد من الخيوط والتفاصيل وملابسات القضية تتضح وتنكشف بالتدريج. وكان هناك اثنان من المشتبه بهم الرئيسيين الذين تم الإيقاع بهم قد أدلوا بأقوالهم وأشارت قصصهم إلى أن ليوناردو العجوز هو شريك لهم في التجارة غير المشروعة للمواد المخدرة. وكان هذا يعني أن هناك الآن ما يكفي من الأدلة لمواصلة التحقيق ومواجهة ليوناردو بأصابع الاتهام التي تشير إليه بوضوح.
إلى المستشفى
وصل ضباط الشرطة الذين يتولون هذه القضية ومعهم الطبيب ستيفن إلى غرفة ليوناردو. في تلك اللحظة كان الرجل هناك يصرخ في وجه الممرضات بغضب. لكن صدمته عندما أخبرته الشرطة بالأمر أنسته أي غضب سابق. كان من الواضح أنه كان يعرف ما يدور حوله وربما كان يخشى بالفعل أن تكون هناك مشكلة لأنه لم يتلق زيارات من هؤلاء الأشخاص المشكوك فيهم لعدة أيام وكان يعلم أن هذا مؤشر خطر. والآن سيتم القبض عليه وليس بوسعه فعله أي شيء لمنع ذلك.
ماذا حدث للقط؟
اكتشف رجال الشرطة أن ليوناردو وشركاءه استخدموا القط لتهريب المخدرات إلى المستشفى. كان ليوناردو تاجر مخدرات وتوماس والآخران اللذان تم القبض عليهما في المنزل كانوا شركاءه. لم تنس الشرطة أن تشكر ستيفن فقد بدأ كل شيء بفضل شجاعته وذكائه. وفي النهاية نُقل ليوناردو إلى مستشفى السجن بانتظار محاكمته. بعد كل ما مر به القط المسكين فكر ستيفن أن الاعتناء به هو القرار الصحيح الذي يجب عليه القيام به. لقد أنقذ بيني من المجرمين واعتنى به في بيته وعاشا معًا بسعادة.