حياة مختلفة
كانت جونا فتاة صغيرة تعشق المرح والانطلاق ولديها أيضًا حس دعابة فريد جدًا وتحب السخرية. كما كانت من الأشخاص الذين لا يمكن منعهم أبدًا من التحدث عما يفكرون فيه ووصف مشاعرهم. واجهت جونا صعوبة في التعامل مع العيوب الخفية والصعوبات في الزواج. لذلك أنشأت مدونة للتعبير عن مشاعرها ومساعدة النساء الأخريات الذين يمرون بنفس الموقف. ثم بدأت في الكتابة قائلة: “أنا لا أتذكر أن الأمير في الحكايات كانت يديه متشققتين أو تظهر التجاعيد في وجهه قبل سن الثلاثين”.
الشعور بالوحدة
لا تسير الأمور جيدًا عندما تبدأ الزوجة بالشعور بالغضب تجاه زوجها وهذا ما مرت به جونا. شعرت أنها تربي ابنتها بمفردها بينما زوجها غائب أغلب الوقت ولم تستطع جونا التحمل وكانت على وشك الانفجار. عرفت جونا أن الزواج والحياة الأسرية وتربية الأطفال ليست بالأمور السهلة لكن ما زاد الأمور تعقيدًا أنها كانت عالقة في المنزل بمفردها مع طفلتها. لم يقدم لها ديفيد أي دعم أو مساعدة أو حتى يتحدث معها أو يقضي بعض الوقت في البيت.
المسافة تزداد
قبل الزواج كان الاثنان يعيشان معًا دون مشاكل. كل شيء كان يسير على ما يرام حتى بدأ ديفيد في العودة إلى المنزل في وقت متأخر عن المعتاد. هل لأنه لم يعد سعيدًا في المنزل بعد الآن؟ أسئلة كثيرة أزعجت جونا. شعرت أن المسافة بينها وبين زوجها تزداد بمرور الوقت. ولذا لجأت إلى متابعيها عبر مدونتها عندما أصبحت الأمور صعبة. يمكنها فقط التعبير عن نفسها بشكل صحيح عبر الكتابة، لأن زوجها لا يرغب في مناقشة المشاكل الكثيرة التي في حياتهما.
دائمًا يعود مرهقًا
كان زوجها كلما عاد إلى المنزل متأخرًا يكون دائمًا متعبًا ومرهقًا تمامًا. دائمًا ما يفوته العشاء لأنه كان يعمل ساعات إضافية أو ينام بعد فترة قصيرة من عودته إلى البيت لأنه منهك للغاية. أخبرتها غريزتها أن هناك شيء ما ليس على ما يرام، لكنها لم تكتشف هذا الشيء سوى ذات يوم حينما أمسكت بأحد قمصانه لتلقي نظرة فاحصة عليه. حينذاك صدمتها الحقيقة وعرفت على الفور سبب عودة زوجها دائمًا إلى المنزل متأخرًا ومرهقًا.
دعم المتابعين
بمرور الوقت كانت مدونتها تجذب المزيد من المتابعين الذين يعجبهم صدقها وأسلوبها الساخر. كما أن هناك بعض المتابعين الذي كانوا ينتقدونها ويسخرون منها لكنها لم تكن تهتم كثيرًا بالتعليقات السلبية. كانت تصف نفسها بالعبد المحبوس في المنزل. كما وصفت ابنتها بأنها “المدير الذي يبلغ طوله أقل من المتر والذي يحب العمل.” على الرغم من أسلوبها الفكاهي اللاذع والساخر، صُدم متابعيها عندما قررت أن تشاركهم ما كانت تفكر فيه فعليًا. فتحت قلبها وأخبرت المتابعين بالحقيقة.
كشف الأسرار
كان الآلاف من قرائها ومتابعيها متحمسين لقراءة ما ستكتبه بعد ذلك. لكن في أحد الأيام، عندما قررت التحدث عن زوجها وما عرفته عنه تركت هؤلاء المتابعين مصدومين وعاجزين عن الكلام. اعتاد المتابعون قراءة يومياتها الساخرة لكن لم يكن أحد يتوقع ما أخبرتهم به. أخبرتهم عن طفولة زوجها الصعبة والشاقة. حيث نشأ ديفيد في طائفة الأميش الدينية، الذين يرفضون التعامل مع أي شكل من أشكال التكنولوجيا. لكن جونا لم تتصور تأثير ذلك على زواجهما.
بدون تكنولوجيا
على الرغم من الاختلاف الكبير بين نشأة كل منهما إلا أن جونا ظنت أن بوسعهما التأقلم معًا. كانت نشأة ديفيد عكسها تمامًا في مجتمع من الأميش السويسريين الألمان الذين عاشوا حياة بسيطة ومتواضعة بعيدًا عن التكنولوجيا الحديثة. لكنها رأت أن زوجها كان على استعداد للتغيير من أجلها، وشعرت أنه أكثر انفتاحًا على التكنولوجيا ومستعد لمنح الأمر فرصة. لم تكن جونا تعرف الكثير عن أسلوب حياة الأميش. كتبت على مدونتها: لم يكن لدى أي فكرة عن طبيعة الأزواج من رجال الأميش.
العمل قبل كل شيء
عمل ديفيد لساعات طويلة مما جعله لا يستطيع العودة إلى المنزل إلا متأخرًا للغاية. كتبت جونا في مدونتها: في بعض الأحيان يعود إلى المنزل بعد يوم طويل في العمل وأنتظره حتى يدخل من الباب ثم أصرخ به لقد وعدتني بأنك ستعود إلى المنزل في الساعة الخامسة! كما لو أنه يفضل العمل على قضاء الوقت معي ومع ابنتنا. لم تعرف جونا كم بالغت في رد فعلها في ذلك الوقت. ولم تستطع معرفة ما الذي كان يحدث دون علمها إلا متأخرًا.
فائز وخاسر
كتبت جونا عبر مدونتها: “أنا أعلم أنني أضعه في موقف الخاسر. فهو حرفيا لا يستطيع الفوز. إذا لم يعمل لوقت متأخر، فلن أحصل على الأثاث الجديدة الذي أريده. وعندما يعود إلى المنزل متعبًا يجد امرأة مزعجة بحاجة ماسة إلى اهتمامه. كانت الحيرة تملؤها لكن شعورها بالغضب يسيطر عليها. لكن في النهاية، بينما كانت تغسل ملابسه أصبح كل شيء واضحًا لها. أخيرًا استطاعت حل اللغز ومعرفة السبب الذي جعل زوجها يقضي كل وقته خارج المنزل.
الإجابة في ملابسه
عندما أنهت جونا الغسيل، قامت بتكديس الغسيل في كومتين. كانت أحدهما هي ملابسها والأخر ملابس زوجها. كان الاختلاف واضحًا بشدة حيث ملابسها نابضة بالحياة ونظيفة وجديدة بينما ملابسه قذرة وملطخة وممزقة. وهنا تجمدت وقد اكتشفت ما لم تره من قبل ولأول مرة شعرت جونا بالذنب حينما أدركت الحقيقة الواضحة كالشمس. كان زوجها مشغولًا بالعمل الجاد طوال الوقت لكسب ما يكفي من المال لعائلته الصغيرة. وليس لأنه لا يريد قضاء الوقت مع زوجته وابنته.
الشعور بالخجل
كتبت جونا على مدونتها: لقد قدم لي أكثر مما أستحقه. إذا أخبرته أنني أريد شيئًا، فكان يوافق بلا تردد. بدأ شعورها بالذنب يكشف لها أشياء كانت تتغافل عن رؤيتها. لقد وجدت أن زوجها كان يرتدي ملابس قديمة بالية بينما ملابسها جديدة وباهظة الثمن. ولم يشتكِ أبدًا من ذلك. أدركت جونا أنها لم ترَ إلا الجانب المظلم. بينما أعمت عينيها عن الحقيقة الواضحة. لقد كشف لها غسيل الملابس البعد الآخر للقصة.
يتفانى لإسعاد أسرته
بعد أن اكتشفت جونا حقيقة ديفيد ومقدار تضحيته. أخذت عهدًا على نفسها بأنها ستحاول أن تكون زوجة منصفة. إن عليها هي أيضًا أن تشاركه الجهد المضني الذي يبذله من أجل الأسرة. أدركت أخيرًا أن ديفيد كان يتخلى عن الوقت الذي كان يمكن أن يقضيه مع ابنته من أجل العمل. رغم أنها تعرف مقدار حبه لها وتعلق الطفلة بأبيها. استمتع ديفيد بكل دقيقة ثمينة قضاها مع فتاته الصغيرة لأنه كان يعلم أنه لا يوجد لديه الكثير من تلك الدقائق.
اغسلي ملابسه
قالت جونا لمتابعيها: بالتأكيد أفتقده وأريد قضاء بعض الوقت معه طوال الأسبوع، لكنني وجدت أنه يقدم لي أجمل شكل من أشكال الحب. إنه يعمل لكي يمنحنا كل ما نحتاجه. ثم قدمت لقرائها المزيد من النصائح الجيدة. “إذا كان لديك زوج مجتهد في حياتك ولا يمكنك أن تتفهمي مدى حبه لك، فإن كل ما عليك هو أن تغسلي ملابسه.” إن غسيل ملابس زوجها كان النقطة الفارقة. وهذه النصيحة أثارت إعجاب متابعيها بشدة.
شعبية على الإنترنت
تضم مدونة جونا الكثير من المنشورات الذكية والمضحكة حول حياتها وتجاربها وكذلك عن جذور زوجها من طائفة الأميش. ونجحت تلك المنشورات في إثارة اهتمام الكثير من المتابعين الذين ازداد عددهم بمرور الوقت. تحدثت عما حدث عندما قابلت أهل زوجها لأول مرة. كما أوضحت أيضًا العديد من المفاهيم الخاطئة التي كانت لدى المتابعين حول الأميش. لقد استمتعت بالسخرية من سذاجة تلك الأفكار والتصورات الخاطئة وشاركت روح الدعابة لديها مع الجمهور. كما شاركتهم أيضًا نصائح رائعة عن الزواج والأمومة وما هو أكثر.
واجبات مرهقة
برغم انشغال جونا بواجبات البيت ورعاية الطفلة إلا أإنها كانت تجد الوقت لنشر الموضوعات الجديدة في مدونتها وتحديث متابعيها باستمرار. تشارك العديد من الملاحظات المضحكة والآراء الحادة حول الحياة الزوجية وتربية الأبناء. لكنها تحب أيضًا مشاركة كل الأشياء الممتعة التي تقوم بها هي وابنتها الجميلة. وكذلك تحكي لهم كيفية قضاء المناسبات والأوقات الممتعة مع ابنتها، مثل الكريسماس. وعلى الرغم من أن زوجها ديفيد مشغول طوال الوقت إلا أنه كان يحرص على التواجد ولو لوقت قليل لإسعاد ابنته.
مفاجأة قادمة
على الرغم من جدول أعماله المزدحم حصل ديفيد على إجازة قصيرة لزيارة ديزني لاند. كانت ديلاني الصغيرة سعيدة للغاية لأن حلمها تحقق أخيرًا. لكن سرعان ما أدركت الفتاة الصغيرة أنها لم تعد الأميرة الوحيدة في قلعتها. حيث كانت هناك مفاجأة بانتظار العائلة. اكتشفت جونا أنها حامل. وهذا يعني أنه لن يكون لديها أي وقت للراحة. لكن سيكون لديها في المقابل الكثير من الأشياء لتدوينها. لقد كان خبرًا رائعًا وكانت الأسرة بأكملها سعيدة. لكن كانت هناك مفاجأة أخرى أكبر.
توأم
اكتشفت جونا أنها حامل في توأم، طفلة صغيرة جميلة أسموها مولي وصبيًا صغيرًا لطيفًا أسموه ريس. أصبحت العائلة تتكون من خمسة أفراد بدلًا من ثلاثة. لقد كان التوأم رائعين حقًا وأصبحوا موضع حب جميع العائلة على الفور. كان العمل المطلوب لرعاية الصغار يفوق قدرة الأم، لكن الأخت الكبرى ديلاني مستعدة لتقديم المساعدة. وبالفعل ساعدت الصغيرة كثيرًا في رعاية إخوتها الجدد. لكن كان من المهم أيضًا أن يستمر الأبوان في منح ديلاني الاهتمام الكافي وعدم إهمالها.
مصدر إلهام
عاشت العائلة في سعادة وأصبح هناك تناغم وحب بين جميع أفرادها. كان مجهود ديفيد في العمل بدأت تظهر ثماره وتحسنت الأوضاع المادية للأسرة كثيرًا. كما كانت الأعباء تقل على جونا كلما كبر الصغار وأصبحوا أكثر قدرة على الاعتماد على أنفسهم. وخلال تلك الرحلة كانت مساعدات ديلاني مع أمها محل تقدير كبير. بينما واصلت جونا رحلتها في مشاركة هذه التجربة الأسرية الناجحة عبر مدونتها مع متابعيها. ولم تنس يومًا أن لحظة التحول إلى هذه السعادة كانت بينما تغسل ملابس زوجها.