سلالة نادرة
ذهلت أستريد للحظة من رد فعل الرجل، لكنها بدأت تفكر جديًا بالعرض. كان من الواضح أن الرجل لا يريد القط وربما لن يعتني به جيدًا. نظرت أستريد إلى الحيوان الصغير الذي كان يجلس بوداعة بين يديها. ويلعقها وكأنه يشكرها على إنقاذها له. وشعرت على الفور بالتعاطف والحنان الجارف ناحيته وقررت قبول العرض. كان المبلغ المطلوب 1000 يورو، لكن أستريد رأت أنه ليس قطًا عاديًا وأن هذه الأنواع النادرة تستحق مبالغ كبيرة. لكنها اكتشفت بعد عام مدى ندرة هذا الحيوان حقًا.
مشاركة الصورة
اكتشتف أستريد في النهاية أنه لم يكن قطًا عاديًا. وإنما كان حيوانًا خطيرًا. نشرت أستريد صورة لقطها تينكر على وسائل التواصل الاجتماعي في عيد ميلاده الأول وكتبت أسفل صورة الحيوان اللطيف، “أعرفكم على تينكر. إنه سمين جدًا ولديه خطوط وبقع صغيرة على كفوفه. ولديه بقع بنفس الحجم على أذنيه الكبيرتين. ولا ينقصه سوى ذيله. لكنني أحبه كثيرًا”. بعد دقائق من نشر هذه الكلمات والصورة، كان حساب أستريد على وسائل التواصل الاجتماعي يكتظ بالتعليقات التي كشفت لها الحقيقة المرعبة!
الصدمة
كانت هناك الكثير من التعليقات من أشخاص لا تعرفهم. وكان هناك جدال محتدم في الآراء بين المعلقين حول أصل هذا القط وسلالته. في البداية قال أحدهم أنه يعتقد أنه سلالة هجينة بين الهر العتابي وقط البنغال. بينما رد عليه شخصٌ آخر أنه لا يتفق مع ذلك الرأي وإنما يعتقد أنه يحمل بعض جينات سلالة ماين كون. ظلت أستريد تقرأ التعليقات مذهولة حتى رأت التعليق الذي صدمها وأصابها بالرعب لأقصى حد!
تحذير
كان تعليق المرأة يقول: “عزيزتي أستريد، خذي حذرك لأن هذا الحيوان في منزلك هو الوشق، أنا متأكدة من أنه قطة برية خطيرة للغاية.” وبعد ذلك أعقبت تعليقها بتنبيه لأستريد أن عليها التخلص من الحيوان في أسرع وقت ممكن. لأن هذه القطط ذات طبيعة متوحشة ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها. حيوانات الوشق هي أكثر سلالات القطط البرية شيوعًا في أمريكا الشمالية. ولديها ذيول قصيرة ومنحنية. صُدمت أستريد عندما أدركت خطأها، وطلبت من الناس مساعدتها بالنصح حول كيفية التصرف في موقفها هذا.
التصرف الأمثل
لحسن الحظ قدمت لها المرأة التي حذرتها في البداية الحل الذي سيجنبها المخاطر. كانت تلك السيدة تمتلك محمية للقطط البرية على بعد 20 كيلومترًا فقط من منزل أستريد. عرضت عليها المرأة استضافة تينكر هناك. كان هذا الحل مناسبًا للغاية وأفضل ما فيه هو أن أستريد لن تضطر إلى توديع قطها. فقد كان بإمكانها زيارته متى أرادت. ومنذ ذلك الحين ظلت تأتي لزيارته عدة مرات في الأسبوع. أما ما حدث لجار أستريد الذي باعها الوشق فقد كان قصة أخرى.
الجار المريب
تم القبض على الجار الغامض. واتضح أنه يزاول نشاطًا غير مرخص لشراء وبيع الحيوانات البرية. وهو عمل محظور بموجب القانون في أمريكا. أخبرت أستريد قصتها للشرطة، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تم الإيقاع بالرجل. كما عثروا في منزله على ببغاوات وسحالي وبعض القطط البرية الأخرى. تم نقل جميع هذه الحيوانات بأمان إلى منازلهم الجديدة والآمنة والقانونية بمساعدة المعنيين والمهتمين بالأمر. وهكذا ساعدت أستريد على إنقاذ العديد من الحيوانات الأخرى من مصير مجهول.